الدكتورة زهرة الفيتوري رئيسة قسم الأطفال بمستشفى الأطفال البشير حمزة باب سعدون لـ«الصحافة اليوم»: تم استقبال حوالي 40 حالة إصابة بجرثومة شيغيلا بمستشفى الأطفال منذ بداية 2023
تم تسجيل حالة مؤكدة بإصابة طفل في الثامنة من عمره بجرثومة الشيغيلا بمنطقة النوايل من معتمدية النوايل من ولاية سيدي بوزيد وتم أخذ عينات من مياه الشرب من المطبخ العائلي ومن المدرسة والمياه المستعملة للشرب مجهولة المصدر قصد إجراء التحاليل المخبرية بالاشتراك مع الإدارة الجهوية للصحة إضافة الى مراقبة الكلور الراسب بالماء وأفضت نتائج هذه المراقبة إلى تسجيل الحالة المذكورة أعلاه دون سواها.وقد تم عزلها بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد وفق ما أكده لإحدى الإذاعات الخاصة مصدر من الإدارة الجهوية للهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالجهة.
ولمزيد تسليط الضوء على هذه الجرثومة وحقيقة الوضع في تونس كان لنا لقاء مع الدكتورة زهرة الفيتوري رئيسة قسم طب الأطفال بمستشفى البشير حمزة باب سعدون التي أكدت أن الوضع مطمئن ولا يدعو للقلق، ولكن التخوف من أن نبلغ ذروة الإصابات بهذه الجرثومة في شهر نوفمبر القادم مثلما حدث في العام الماضي.
وأوضحت الدكتورة زهرة الفيتوري أن لجرثومة الشيغيلا أربعة أنواع والحمد لله أن النوع الذي انتشر في تونس لا يشكل خطرا كبيرا رغم تسجيل حالة وفاة السنة الفارطة لطفلة في الثامنة من عمرها بهذا النوع.
وتابعت رئيس قسم طب الاستعجالي بمستشفى باب سعدون أنه تم تسجيل سنة 2023 ما يقارب 338 حالة منها حوالي 100 تم إيواؤها بمستشفى الأطفال باب سعدون، مضيفة أن المستشفى استقبل منذ جانفي وإلى حدود اليوم ما يقارب 40 حالة. وبينت أن بعد تونس الكبرى في عدد الحالات تأتي في مرتبة ثانية كل من صفاقس وقابس.
والشيغيلا عدوى معوية تسببها فصيلة بكتيرية تُعرف باسم الشيغيلا، وتنتقل عدواها عند ملامسة كميات صغيرة من الفضلات البشرية، أو من خلال الأطعمة الملوثة، أو بسبب شرب مياه، أو السباحة في مياه ملوَّثة، والأطفال أكثر الفئات عرضة للإصابة بها.
وأوضحت الدكتورة زهرة الفيتوري أن االشيغيلاب بكتيريا وليست فيروساً، يمكن علاجها بالمضادات الحيوية إذا نُقل المصابون إلى المستشفيات بسرعة، مضيفة أن اهذه البكتيريا تصيب الأطفال خاصة، وقد تسبب العدوى في ما بينهم، وتأتي من الفضلات البشرية في حالة عدم غسل الطفل ليديه جيداً، وتناول الطعام، وتتسرب إلى الأمعاء وتسبب التهابات، وعادة ينتج عنها إسهال، وآلام في البطن، وقيء، وارتفاع درجة الحرارة التي تفوق 39 درجةب.ودعت إلى عدم تجاهل هذه الأعراض، والتوجه إلى أقرب طبيب عند رصدها، لأن التأخر في العلاج يؤدي إلى جفاف الجسم وانخفاض ضغط الدم، وأحيانا تعفن الدم، وقد تحصل صدمة للجسم، فلا يقاوم العدد الكبير من البكتيريا.
وأكدت على ضرورة الوقاية من هذه البكتيريا عبر تحسين ظروف الحياة، خاصة جودة المياه، لأن شيغيلا تأتي بسبب التلوث، وتنتقل عبر اللمس، ودرجة العدوى بها تصنف خفيفة في الوقت الراهن وفق قولها.
وقالت إن الإصابات شديدة المقاومة وارتفعت في صفوف الأطفال، مشددة على اضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي العدوىب، وذلك عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، خاصة قبل إعداد الأكل وبعد الأكل، والحرص على تقليم الأظافر ونظافتها ،والتخلص من حفاضات الأطفال المصابين في أكياس مغلقة،و كذلك طهير مكان تبديل الحفاضات بشكل جيد وعدم ممارسة السباحة إلى حين الشفاء التام بالإضافة إلى التخلص من الفضلات المنزلية بطريقة صحية وبشكل يومي.
وشددت على أنه لا يمكن مقاومة الشيغيلا في غياب اللقاح المضاد، إلا بالنظافة، خاصة نظافة مياه الشرب، لأنها من الفيروسات المرتبطة بجودة العيش، لكنها تنتشر أيضا في دول أوروبية، لأن العولمة سمحت للفيروسات بالتنقل السريع عبر انتشار العدوى بين الناس.
وبالرغم من أن درجة الخطورة لدى المصابين بالجرثومة الخاضعين للعلاج ليست عالية، وتتم مداواتها عبر المضادات الحيوية، لكنهم لاحظوا أنها أصبحت شديدة المقاومة للأدوية والمضادات، مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات.
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…