الخبير المالي محمد صالح جنادي لـ«الصحافة اليوم» : انخفاض التضخم يعود أساسا إلى تراجع دعم المواد الأساسية
تراجعت نسبة التضخم عند الاستهلاك الى مستوى 9% خلال شهر سبتمبر المنقضي بعد الارتفاع المسجل في شهر أوت المنقضي بنسبة 9.3% وفق اخر المعطيات الإحصائية التي كشف عنها المعهد الوطني للإحصاء آخر الأسبوع الماضي و الواردة ضمن مؤشر الاستهلاك العائلي لشهر سبتمبر 2023 . و يفسر التقرير الوارد بصفحة معهد الإحصاء هذا التراجع الطفيف في نسبة التضخم عند الإستهلاك بأنه يعود إلى تقلص نسق الزيادة في الأسعار بين شهري سبتمبر وأوت 2023 مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة ذلك ان نسق تطور أسعار مجموعة المواد الغذائية شهد تراجعا من 15,3% الى 13,9% وان نسق ارتفاع أسعار مجموعة المطاعم والنزل انخفض من 11,5% الى 10,5%.. وفي خصوص هذا التراجع والمنحى الذي سيتخذه التضخم وتداعياته على معيشة المواطن أوضح الخبير المالي محمد صالح جنادي في تصريح لـاالصحافة اليومب أن نسبة التضخم ما تزال مرتفعة رغم التراجع الطفيف الذي كشف عنه معهد الإحصاء وفق آخر رقم قدمه و يعود ذلك لعدة أسباب أبرزها تراجع حجم دعم المواد الاساسية خلال السنة الجارية بنسبة تتجاوز 33 % إضافة إلى عملية انزلاق الدينار الذي يساهم في ارتفاع تكلفة المواد الموردة و هو ما يسمى بتضخم التوريد إلى جانب عامل استخلاص نسبة هامة من الدين الخارجي إذ تساهم مجمل هذه العوامل في الترفيع في نسبة التضخم التي تنعكس على أسعار المواد الإستهلاكية التي تسجل ارتفاعا متواصلا بشكل لم يعد معه المواطن قادرا على تغطية نفقاته بالنظر لدخله الذي لم يشهد نفس نسق تطور الأسعار وفق قوله.
ويضيف محدثنا في السياق ذاته أن تواصل ارتفاع نسبة التضخم طوال السنة الجارية وتواصل هذا الإرتفاع يؤثر سلبا و بشكل مباشر على الأوضاع الإجتماعية للتونسيين و هو ما يستوجب تدخل الدولة بشكل ناجع من أجل وقف نزيف التضخم المالي عبر المعالجة العميقة للأسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع المتواصل مبينا أن الحلول المتاحة تتمثل في الحفاظ على دعم المواد الغذائية و المحروقات عبر توفير الموارد اللازمة لذلك حتى لا تزداد الأوضاع الإجتماعية تعقيدا و تدهورا إلى جانب ضرورة إعادة نسق الإنتاج الصناعي و الدورة الإقتصادية بشكل عام إلى مستوى أفضل و هذا يستوجب إعادة النظر في القوانين المكبلة للإستثمار ومراجعة قوانين الصرف و الجباية و إيجاد حلول مخففة بالنسبة لخطايا التأخير لدفع الضرائب فضلا عن ضرورة وضع ميزانية قائمة على الإستثمار و التنمية. والجدير بالذكر أن الزيوت الغذائية ارتفعت بنسبة 4,4 % وأسعار الدواجن بنسبة 4,1 % مقابل تراجع أسعار الخضر الطازجة بنسبة 2,7 % وأسعار الغلال الطازجة بنسبة 0,8 %. وفق التقرير الأخير للمعهد الوطني للإحصاء .
وكان مؤشر أسعار الاستهلاك قد ارتفع بنسبة %0,8 خلال شهر سبتمبر 2023 مقارنة بشهر أوت بعد الارتفاع بنسبة %0,6 خلال الشهر الفارط، وفق ما نشره المعهد الوطني للإحصاء. ويعزى هذا التطور بالاساس الى الارتفاع المسجل في أسعار مجموعة مواد وخدمات التعليم بنسبة %4,3 وأسعار مجموعة التبغ بنسبة %5,8 وأسعار مجموعة التغذية والمشروبات بنسبة %0,9. وشهد مؤشر أسعار مجموعة التغذية والمشروبات ارتفاعا بنسبة %0,9 خلال هذا الشهر. ويعود ذلك بالاساس الى ارتفاع أسعار البيض بنسبة %5,5 وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة %4,4 وأسعار الدواجن بنسبة .%4,1. وفي المقابل تراجعت أسعار الخضر الطازجة بنسبة %2,7 وأسعار الغلال الطازجة بنسبة %0,8. كما شهد مؤشر أسعار مجموعة المشروبات الكحولية والتبغ ارتفاع بنسبة %5,4 نتيجة الارتفاع الذي شهدته أسعار مجموعة التبغ بنسبة %5,8. وارتفعت أسعار مواد وخدمات التعليم بنسبة %4,3 ويعود ذلك بالاساس الى ارتفاع أسعار الكتب المدرسية بنسبة %14,9 وأسعار الادوات المدرسية بنسبة %4,5 وأسعار نفقات التعليم الثانوي بنسبة %4,3 وأسعار نفقات دروس التدارك بنسبة %3,3.
الخبير المالي محمد صالح الجنادي لـ«الصحافة اليوم»: الترفيع في نسبة النمو مرتبط بالتشجيع على الاستثمار
بين رئيس لجنة المالية بمجلس نواب الشعب عصام شوشان أول أمس في تصريح إذاعي أن الأرقام المتعل…