2023-10-09

مع تواصل الجفاف وبلوغ مخزون السدود مستوى 25,4 % لأول مرة : المنظمة الفلاحية تشدّد على ضرورة إدراج الجفاف كجائحة طبيعية

انطلق‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬بخطى‭ ‬بطيئة‭ ‬جدا‭ ‬نتيجة‭ ‬تواصل‭ ‬حالة‭ ‬الجفاف‭ ‬التي‭ ‬احبطت‭ ‬عزائم‭ ‬المزارعين‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬تكبدهم‭ ‬خسائر‭ ‬اضافية‭ ‬،‭ ‬فلأول‭ ‬مرة‭ ‬تراجع‭ ‬مستوى‭ ‬امتلاء‭ ‬السدود‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬25,4‭ % ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬خطيرة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الوضع‭ ‬المائي‭ ‬ببلادنا‭ ‬اصبح‭ ‬صعبا‭ ‬للغاية‭ . ‬

من‭ ‬جهته‭ ‬طالب‭ ‬الاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬اعتبار‭ ‬الجفاف‭ ‬كجائحة‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬متتالية‭ ‬واعتبار‭ ‬الجفاف‭ ‬جائحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اصدار‭ ‬امر‭ ‬حكومي‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬وذلك‭ ‬لتسهيل‭ ‬حصول‭ ‬الفلاحين‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الاجاحة‭ ‬التي‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬جدولة‭ ‬ديونهم‭ ‬وتعويضهم‭ ‬عن‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬تكبدوها‭ ‬جراء‭ ‬انحباس‭ ‬الامطار‭ .‬

ويواجه‭ ‬الفلاح‭ ‬التونسي‭ ‬صعوبات‭ ‬كبيرة‭ ‬متعلقة‭ ‬بغلاء‭ ‬التكلفة‭ ‬مقابل‭ ‬تراجع‭ ‬المردودية‭ ‬،‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬بعدد‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬الفلاحين‭ ‬الى‭ ‬عزوفهم‭ ‬عن‭ ‬تعاطي‭ ‬النشاط‭ ‬الفلاحي‭ .‬

ويخشى‭ ‬المختصون‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الفلاحي‭ ‬تواصل‭ ‬حالة‭ ‬الجفاف‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬البلاد‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة‭ ‬والتي‭ ‬اصبحت‭ ‬تهدد‭ ‬الامن‭ ‬الغذائي‭ ‬الوطني‭ ‬،‭ ‬فعلى‭ ‬غير‭ ‬العادة‭ ‬ينقضي‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬دون‭ ‬تهاطل‭ ‬الامطار‭ ‬في‭ ‬اغلب‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬الفلاحون‭ ‬مؤشرا‭ ‬سيئا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬الجديد‭ ‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬لاصحاب‭ ‬حقول‭ ‬الحبوب‭ ‬الذين‭ ‬شرعوا‭ ‬خلال‭ ‬الاونة‭ ‬الاخيرة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الحرث‭ ‬والبذر‭ ‬والذين‭ ‬مازالوا‭ ‬يرزحون‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬خيبة‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬كميات‭ ‬الحبوب‭ ‬المجمعة‭ ‬2,5‭ ‬مليون‭ ‬قنطار‭. ‬

مساع‭ ‬لإنجاح‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬الجديد

وسعيا‭ ‬منها‭ ‬لانجاح‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬الجديد‭ ‬وتشجيعا‭ ‬للفلاحين‭ ‬على‭ ‬الاقبال‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬البذر‭ ‬،‭ ‬انطلقت‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬جدولة‭ ‬ديون‭ ‬المزارعين‭ ‬الذين‭ ‬تحصلوا‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬صنفت‭ ‬مجاحة‭ ‬خلال‭ ‬2022‭/ ‬2023‭ .‬‭ ‬كما‭ ‬ضبطت‭ ‬سلطة‭ ‬الاشراف‭ ‬برنامجا‭ ‬استثنائيا‭ ‬لتوفير‭ ‬حوالي‭ ‬700‭ ‬الف‭ ‬قنطار‭ ‬من‭ ‬البذور‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬الجديد‭ ‬منها‭ ‬200‭ ‬الف‭ ‬قنطار‭ ‬بذور‭ ‬ممتازة‭ ‬لمجابهة‭ ‬نقص‭ ‬البذور‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬انتاج‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬

وفي‭ ‬اطار‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬المناخية‭ ‬الصعبة‭ ‬المتميزة‭ ‬بشح‭ ‬الامطار‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الانتاج‭ ‬،‭ ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الاجراءات‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬مزارعي‭ ‬الحبوب‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اقرار‭ ‬زيادة‭ ‬استثنائية‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬دنانير‭ ‬للقنطار‭ ‬كمنحة‭ ‬تشجيعية‭ ‬خاصة‭ ‬بصابة‭ ‬2023‭ ‬لتجميع‭ ‬الحبوب‭ ‬بمراكز‭ ‬التجميع‭ ‬بالجهات‭ .‬

كما‭ ‬اقرت‭ ‬سلطة‭ ‬الاشراف‭ ‬توفير‭ ‬كميات‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬بذور‭ ‬الحبوب‭ ‬لتامين‭ ‬حاجيات‭ ‬الفلاحين‭ ‬للموسم‭ ‬المقبل‭ ‬،‭ ‬وتضمنت‭ ‬الاجراءات‭ ‬ايضا‭ ‬تمكين‭ ‬الفلاحين‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬والمنخرطين‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬تعويض‭ ‬الاضرار‭ ‬الفلاحية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الجوائح‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬مستحقاتهم‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬موسم‭ ‬البذر‭. ‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجابهة‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬بالتمديد‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬المتعلق‭ ‬باعتماد‭ ‬نظام‭ ‬الحصص‭ ‬الظرفي‭ ‬للمياه‭ ‬والتحجير‭ ‬الوقتي‭ ‬لبعض‭ ‬استعمالاته‭ ‬وذلك‭ ‬الى‭ ‬اجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭ .‬

وللتذكير‭ ‬فان‭ ‬الاجهاد‭ ‬المائي‭ ‬يهدد‭ ‬اغلب‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬اذ‭ ‬يستأثر‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬بنحو‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬،‭ ‬يليه‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المنزلي‭ ‬بنسبة‭ ‬14‭ % ‬ثم‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬بنحو5‭ % ‬وانشطة‭ ‬الفنادق‭ ‬والمنشآت‭ ‬السياحية‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭ % .‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية

أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…