2023-10-09

غياب الثقافة المجتمعية والإحاطة المادية ، أبرز الأسباب: الأرقام تكشف عزوف النساء عن تقصّي « سرطان الثدي»

إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬ااكتوبر‭ ‬الورديب‭ ‬الذي‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وإن‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬رمزيته‭ ‬التحسيسيّة‭ ‬والدفع‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬عمليات‭ ‬التقصي‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬تتزامن‭ ‬معه‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أهمية‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الممكنة‭ ‬لمتطلبات‭ ‬العلاج‭ ‬للمرضى‭ ‬والإحاطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬لهنّ‭ .‬

‭ ‬وبخصوص‭ ‬البرامج‭ ‬التحسيسية‭ ‬والتوعوية‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬أمرها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وهياكلها‭ ‬المركزية‭ ‬والجهوية‭ ‬والمحلية‭ ‬بالتعاون‭ ‬والإسناد‭ ‬من‭  ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭  ‬فهي‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬المجتمع‭ ‬اليوم‭ ‬منقوصة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬،‭ ‬ونعني‭ ‬هنا‭ ‬غياب‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وبرامج‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬اعتمادات‭ ‬مالية‭ ‬هامة‭ ‬يتم‭ ‬تخصيصها‭ ‬للحالات‭ ‬المرضية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اكتشافها‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬العلاج‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭  ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يعدّ‭ ‬مباشرا‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬أعداد‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬يتجهن‭ ‬نحو‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬خوفهن‭ ‬من‭ ‬ردّة‭ ‬فعل‭ ‬المحيط‭ ‬الأسري‭ ‬والإجتماعي‭ ( ‬حالات‭ ‬طلاق‭ ‬لنساء‭ ‬تفطنّ‭ ‬مبكرا‭ ‬لسرطان‭ ‬الثدي‭) ‬،‭ ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬مجحفة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المرضى‭ ‬تدفع‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬تجنب‭ ‬زيارة‭ ‬العيادات‭ ‬المجانية‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬ولها‭ ‬آثار‭ ‬نفسية‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬حياتهن‭ .‬

وفي‭ ‬غياب‭ ‬أرقام‭ ‬واضحة‭ ‬ورسمية‭ ‬حول‭ ‬ظاهرة‭ ‬الطلاق‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الكشوفات‭ ‬الطبية‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬حذّرت‭ ‬أخصائية‭ ‬في‭ ‬العنف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬توضيحات‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬أنه‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لتلتزم‭ ‬الدولة‭ ‬بمجهود‭ ‬إضافي‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬أبعاد‭ ‬مادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬تحفظ‭ ‬كرامة‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬الأسرية‭ ‬المحدقة‭ ‬بهنّ‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬بروز‭ ‬حالات‭ ‬طلاق‭ ‬من‭ ‬أزواجهن‭ ‬ولئن‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬المسكوت‭ ‬عنها‭ ‬اليوم‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وجب‭ ‬دراستها‭ ‬وتحديد‭ ‬الارقام‭ ‬فيها‭ ‬ومعالجة‭ ‬أسبابها‭ ‬والإحاطة‭ ‬الضرورية‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬الشهر‭ ‬ضمن‭ ‬المنطق‭ ‬ا‭ ‬البهرجيب‭ ‬وإفراغ‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬محتواها‭ .‬

ومن‭ ‬منطلق‭ ‬هذا‭ ‬التمشي‭ ‬فإن‭ ‬تواصل‭ ‬التظاهرات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ا‭ ‬قرية‭ ‬ورديةب‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬يوم‭ ‬مفتوح‭ ‬لتقصي‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬سيتم‭ ‬تعميمه‭ ‬بكامل‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭ ‬التوعوية‭ ‬والتحسيسيّة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬مكامن‭ ‬عزوف‭ ‬النساء‭ ‬عن‭ ‬التقصي‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬الخوف‭ ‬البعدي‭ ‬من‭ ‬ردّة‭ ‬فعل‭ ‬محيطها‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬جوهرية‭ ‬ينبّه‭ ‬إليها‭ ‬الأطباء‭ ‬والمختصون‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬نظرا‭ ‬للطبيعة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وهوما‭ ‬تفسرها‭ ‬الارقام‭ ‬الرسمية‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬من‭ ‬يقمن‭ ‬بالتقصي‭ ‬المبكر‭ ‬يبقى‭ ‬محتشما‭ ‬حيث‭ ‬سجلت‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬نحو‭ ‬3884‭ ‬حالة‭ ‬اصابة‭ ‬جديدة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬وبحساب‭ ‬53.5‭ ‬حالة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬امرأة‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬مرجّح‭ ‬للزيادة‭ ‬اي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬سنة‭ ‬2030‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تواصل‭ ‬التراخي‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬الوقاية‭ ‬وتقصي‭ ‬المرض‭ ‬ومعالجته‭ ‬في‭ ‬بداياته‭ .‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشروع الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية : توجّه لاستدامة الموارد الطاقية وتخفيف الأعباء المالية

تواصل بلادنا تنفيذ مشروع «الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية» الذي سيشمل 22 وزارة، وتهدف…