غياب الثقافة المجتمعية والإحاطة المادية ، أبرز الأسباب: الأرقام تكشف عزوف النساء عن تقصّي « سرطان الثدي»
إن الحديث عن شهر ااكتوبر الورديب الذي دأبت على الاحتفال به السلطات الصحية العمومية في بلادنا وإن حافظ على رمزيته التحسيسيّة والدفع نحو مزيد عمليات التقصي المبكر عن سرطان الثدي ، لم تتزامن معه إجراءات عملية تأخذ بعين الاعتبار أهمية الرعاية الصحية الممكنة لمتطلبات العلاج للمرضى والإحاطة الاجتماعية والنفسية لهنّ .
وبخصوص البرامج التحسيسية والتوعوية التي تتولى أمرها وزارة الصحة وهياكلها المركزية والجهوية والمحلية بالتعاون والإسناد من مكونات المجتمع المدني فهي تبقى من منظور المجتمع اليوم منقوصة إلى حد بعيد ، ونعني هنا غياب الرعاية اللازمة والحاجة إلى استراتيجيات وبرامج ترتكز على اعتمادات مالية هامة يتم تخصيصها للحالات المرضية التي يتم اكتشافها ليس في جانب العلاج فحسب وإنما السبب الذي يعدّ مباشرا في نقص أعداد النساء اللاتي يتجهن نحو الكشف المبكر، والمتمثل في خوفهن من ردّة فعل المحيط الأسري والإجتماعي ( حالات طلاق لنساء تفطنّ مبكرا لسرطان الثدي) ، هذه النظرة التي يمكن اعتبارها مجحفة في حق المرضى تدفع بالكثير من النساء في تونس إلى تجنب زيارة العيادات المجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي ولها آثار نفسية سلبية على حياتهن .
وفي غياب أرقام واضحة ورسمية حول ظاهرة الطلاق بسبب هذه الكشوفات الطبية ، فقد حذّرت أخصائية في العنف القائم على النوع ، في توضيحات لـاالصحافة اليومب أنه حان الوقت لتلتزم الدولة بمجهود إضافي تكون له أبعاد مادية واجتماعية تحفظ كرامة بعض النساء من التهديدات الأسرية المحدقة بهنّ سيما وأن بروز حالات طلاق من أزواجهن ولئن تعد هذه الظاهرة من المسكوت عنها اليوم إلا أنه وجب دراستها وتحديد الارقام فيها ومعالجة أسبابها والإحاطة الضرورية في ما بعد حتى لا يتم الاحتفال بهذا الشهر ضمن المنطق ا البهرجيب وإفراغ هذه المناسبة من محتواها .
ومن منطلق هذا التمشي فإن تواصل التظاهرات على غرار ا قرية ورديةب والتي هي عبارة عن يوم مفتوح لتقصي سرطان الثدي سيتم تعميمه بكامل ولايات الجمهورية، لا بد من النظر في هذه الخطط التوعوية والتحسيسيّة والبحث عن مكامن عزوف النساء عن التقصي والتي من أهمها الخوف البعدي من ردّة فعل محيطها ، وهي مسألة جوهرية ينبّه إليها الأطباء والمختصون في علم الاجتماع وعلم النفس نظرا للطبيعة الثقافية في مجتمعنا وهوما تفسرها الارقام الرسمية ذلك أنه من مجموع من يقمن بالتقصي المبكر يبقى محتشما حيث سجلت تونس في العام الماضي نحو 3884 حالة اصابة جديدة بسرطان الثدي وبحساب 53.5 حالة عن كل مائة ألف امرأة علما وأن هذا الرقم مرجّح للزيادة اي في حدود 6 آلاف حالة في غضون سنة 2030 في حال تواصل التراخي عن برامج الوقاية وتقصي المرض ومعالجته في بداياته .
مشروع الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية : توجّه لاستدامة الموارد الطاقية وتخفيف الأعباء المالية
تواصل بلادنا تنفيذ مشروع «الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية» الذي سيشمل 22 وزارة، وتهدف…