أيام قليلة تفصلنا عن موعدها : غلاء مستلزمات العودة المدرسية يؤرق العائلات التونسية ..!
أيام قليلة تفصلنا عن موعد العودة المدرسية وبداية سنة دراسية جديدة التي أصبحت هاجس العائلات التونسية وسبب أرقها نتيجة لغلاء أسعار اللوازم المدرسية بداية من الملابس مرورا بالأدوات المدرسية وصولا إلى مصاريف أخرى على كامل السنة.
تعاني معظم العائلات التونسية من ارتفاع كلفة مستلزمات العودة إلى المدرسة، في ظل ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية بالمقارنة مع أسعار العام الماضي، الأمر الذي يزيد الأعباء على العديد منها، من دون أي مراعاة لظروف الناس الاقتصادية الصعبة.
حين تقوم بجولة سريعة في العاصمة أو أحوازها ستلاحظ توفر المستلزمات وتنوعها وعرضها في كل مكان، ولكن الأسعار مشطّة تزيد من حيرة المواطن التونسي الذي لم يعد قادرا على مجاراة نسق ارتفاع الأسعار الصاروخي في كل المواد والخدمات.
وعبر عدد من الأولياء في تصريحاتهم عن امتعاضهم بسبب غلاء جل الأدوات المدرسية وعدم توفر البعض منها، معتبرين أن نسق الأسعار يتواصل في الارتفاع مقارنة بالسنوات الماضية.
ولئن أقرت تونس مجانية التعليم وإلزاميته منذ عام 1958، إلا أن المجانية أصبحت حبرا على ورق في ظل ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية وغيرها من المستلزمات وكلفة التسجيل في ظل تدهور المقدرة الشرائية للمواطن.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن موعد العودة إلى المدارس بات ثقيل الظل على العائلات نظرا إلى كلفتها التي ازدادت ارتفاعا خلال هذا الموسم الدراسي تزامنا مع ارتفاع أسعار جل المواد الاستهلاكية والأساسية في وقت تعيش فيه تونس أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، مما جعل رفع الدعم عن عديد المواد الأساسية ضرورة لا مفر منها.
وأقر رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي في تصريح لـاالصحافة اليومب بأن أسعار اللوازم المدرسية سجلت ارتفاعا بين 15 % و18 % هذا العام مقابل تسجيل زيادة في سعر الكتاب المدرسي بـ 500 مليم.لافتا النظر إلى أن إعداد طفل للعودة المدرسية السنة الفارطة قدر بـ 850 دينار.
ودعا لطفي الرياحي وزارة التربية إلى توحيد قائمات اللوازم المدرسية بما يناسب المقدرة الشرائية لكل الفئات حتى لا يضطر البعض إلى الاقتراض لتوفير ما يطلبه المعلمون في مفتتح السنة الدراسية وطيلة العام الدراسي. كما شدد رئيس منظمة إرشاد المستهلك لطفي الرياحي على أهمية أن تصدر وزارة التربية قرارا ينص على ترشيد قائمات الكراسات ولوازم العودة المدرسية. مشيرا إلى تدهور القدرة الشرائية لدى العائلات التونسية وصعوبة اقتنائها للوازم العودة المدرسية التي أصبحت مشطة. كما دعا رئيس منظمة إرشاد المستهلك المربين إلى عدم اشتراط أنواع معينة من الكراسات على التلاميذ.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد أدى زيارة إلى المركز الوطني البيداغوجي بمونفلوري يوم الخميس الفارط الموافق لـ 17 أوت 2023، حيث شدد على ضرورة توفير جميع الأدوات المدرسية بالكميات المطلوبة وفي الوقت المناسب وبأسعار تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن التونسي.
لا شك أنه في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار ستعمد العائلات إلى اختيار السلع الأرخص وخصوصا تلك الموجودة في الأسواق الكبرى وبعض تلك العشوائية والتوجه لها لأنها تناسب مقدرتها الشرائية غير عابئة بالمخاطر التي يمكن أن تسببها للطفل.
يعيش التونسيون منذ سنوات أزمة اجتماعية بسبب ارتفاع التضخم وتداعياته على الحياة اليومية وأصبحوا معها عاجزين عن توفير الأساسيات فما بالك بالكماليات وسط غياب استراتيجية واضحة من الدولة تجابه ظاهرة الاحتكار وتراقب المتجاوزين رغم دعوة رئيس الدولة في كل مرة إلى ضرورة التصدي لكل مظاهر التلاعب بمصلحة المواطن، إلا أن الواقع يفرض المزيد من المجهودات من مختلف مؤسسات الدولة و مكونات المجتمع المدني.
رغم تأكيد وزارة الإشراف على توفرها ماذا وراء الإضطراب في مادتي السكر والقهوة؟
تشهد الأسواق التونسية نقصا واضطرابا في التزود بمادتي السكر والقهوة ولو بنسق أقل من الفترة …