2023-08-23

أيام‭ ‬قليلة‭ ‬تفصلنا‭ ‬عن‭ ‬موعدها : غلاء‭ ‬مستلزمات‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬يؤرق‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭ ..!‬

أيام‭ ‬قليلة‭ ‬تفصلنا‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬وبداية‭ ‬سنة‭ ‬دراسية‭ ‬جديدة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬هاجس‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭ ‬وسبب‭ ‬أرقها‭ ‬نتيجة‭ ‬لغلاء‭ ‬أسعار‭ ‬اللوازم‭ ‬المدرسية‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬مرورا‭ ‬بالأدوات‭ ‬المدرسية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬مصاريف‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬السنة‭. ‬

تعاني‭ ‬معظم‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭  ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬مستلزمات‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬اللوازم‭ ‬المدرسية‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬أسعار‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يزيد‭ ‬الأعباء‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬منها،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مراعاة‭ ‬لظروف‭ ‬الناس‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭.‬

حين‭ ‬تقوم‭ ‬بجولة‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬أو‭ ‬أحوازها‭ ‬ستلاحظ‭ ‬توفر‭ ‬المستلزمات‭ ‬وتنوعها‭ ‬وعرضها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬ولكن‭ ‬الأسعار‭ ‬مشطّة‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬حيرة‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬مجاراة‭ ‬نسق‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬الصاروخي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواد‭ ‬والخدمات‭.‬

وعبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأولياء‭ ‬في‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬عن‭ ‬امتعاضهم‭ ‬بسبب‭ ‬غلاء‭ ‬جل‭ ‬الأدوات‭ ‬المدرسية‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬البعض‭ ‬منها،‭ ‬معتبرين‭ ‬أن‭ ‬نسق‭ ‬الأسعار‭ ‬يتواصل‭ ‬في‭ ‬الارتفاع‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنوات‭ ‬الماضية‭. ‬

ولئن‭ ‬أقرت‭ ‬تونس‭ ‬مجانية‭ ‬التعليم‭ ‬وإلزاميته‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1958،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المجانية‭ ‬أصبحت‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬اللوازم‭ ‬المدرسية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المستلزمات‭ ‬وكلفة‭ ‬التسجيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تدهور‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬أن‭ ‬موعد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬بات‭ ‬ثقيل‭ ‬الظل‭ ‬على‭ ‬العائلات‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬كلفتها‭ ‬التي‭ ‬ازدادت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الدراسي‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬جل‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والأساسية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬تونس‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬عديد‭  ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬ضرورة‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها‭.‬

وأقر‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬التونسية‭ ‬لإرشاد‭ ‬المستهلك‭ ‬لطفي‭ ‬الرياحي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬بأن‭ ‬أسعار‭ ‬اللوازم‭ ‬المدرسية‭ ‬سجلت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬بين‭ ‬15‭ % ‬و18‭ % ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مقابل‭  ‬تسجيل‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬الكتاب‭ ‬المدرسي‭ ‬بـ‭ ‬500‭ ‬مليم‭.‬لافتا‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعداد‭ ‬طفل‭ ‬للعودة‭ ‬المدرسية‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭ ‬قدر‭ ‬بـ‭ ‬850‭ ‬دينار‭.‬

‭ ‬ودعا‭ ‬لطفي‭ ‬الرياحي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬قائمات‭ ‬اللوازم‭ ‬المدرسية‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬لكل‭ ‬الفئات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يضطر‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراض‭ ‬لتوفير‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬المعلمون‭ ‬في‭ ‬مفتتح‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬وطيلة‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭. ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬إرشاد‭ ‬المستهلك‭ ‬لطفي‭ ‬الرياحي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬قرارا‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬ترشيد‭ ‬قائمات‭ ‬الكراسات‭ ‬ولوازم‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭. ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬لدى‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭ ‬وصعوبة‭ ‬اقتنائها‭ ‬للوازم‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬مشطة‭. ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬إرشاد‭ ‬المستهلك‭ ‬المربين‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اشتراط‭ ‬أنواع‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الكراسات‭ ‬على‭ ‬التلاميذ‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أدى‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬البيداغوجي‭ ‬بمونفلوري‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الفارط‭ ‬الموافق‭ ‬لـ‭ ‬17‭ ‬أوت‭ ‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬الأدوات‭ ‬المدرسية‭ ‬بالكميات‭ ‬المطلوبة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬وبأسعار‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭ ‬التونسي‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الارتفاع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬ستعمد‭ ‬العائلات‭ ‬إلى‭ ‬اختيار‭ ‬السلع‭ ‬الأرخص‭ ‬وخصوصا‭ ‬تلك‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الكبرى‭ ‬وبعض‭ ‬تلك‭ ‬العشوائية‭ ‬والتوجه‭ ‬لها‭ ‬لأنها‭ ‬تناسب‭ ‬مقدرتها‭ ‬الشرائية‭ ‬غير‭ ‬عابئة‭ ‬بالمخاطر‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسببها‭ ‬للطفل‭.‬

يعيش‭ ‬التونسيون‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أزمة‭ ‬اجتماعية‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬التضخم‭ ‬وتداعياته‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬وأصبحوا‭ ‬معها‭ ‬عاجزين‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الأساسيات‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بالكماليات‭ ‬وسط‭ ‬غياب‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬تجابه‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتكار‭ ‬وتراقب‭ ‬المتجاوزين‭ ‬رغم‭ ‬دعوة‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التصدي‭ ‬لكل‭ ‬مظاهر‭ ‬التلاعب‭ ‬بمصلحة‭ ‬المواطن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يفرض‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المجهودات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬و‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رغم تأكيد وزارة الإشراف على توفرها ماذا وراء الإضطراب في مادتي السكر والقهوة؟

تشهد الأسواق التونسية نقصا واضطرابا في التزود بمادتي السكر والقهوة ولو بنسق أقل من الفترة …