تتحدث بعض الأوساط القريبة من رئاسة الجمهورية عن قرب الإعلان عن تحوير وزاري مرتقب ينطلق من خلاله العمل الفعلي لحكومة أحمد الحشاني غير أن هذه الخطوة أحدثت تباينا واضحا في مواقف الأحزاب والمجموعات المناصرة لمسار 25 جويلية بين من يرى بدا من تشريك الأحزاب السياسية والشخصيات المؤمنة بهذا المسار في الفريق الحكومي وبين من يرى أنه من باب أجدى الإبقاء على نفس الفريق مع احتمال سد الشغورات في بعض الوزارات خاصة بعد ما اكتسبه الوزراء من خبرة ودراية بالملفات.
يفسر عدد من المتابعين أن االطموحاتب السياسية للأحزاب المناصرة لرئيس الجمهورية لا تقف عند المشاركة في الشأن العام وإنما هي تطالب بكل صراحة ووضوح بتشريكها في تسيير هذا الشأن العام وأن تكون إحدى ركائز منظومة الحكم.
وبالعودة للمواقف السابقة لهذه الأحزاب وتحديدا قبل إقالة بودن من رئاسة الحكومة فإنها لم تخل من المطالبة بضرورة تشكيل حكومة سياسية تكون فيها طرفا في الحكم داعية رئيس الجمهورية إلى مزيد الانفتاح على الأطراف التي تشترك معه في نفس الرؤية وفي نفس التصور العام لكن هذه الدعوات لم تلق أذانا صاغية من رئيس الجمهورية حيث تم اإقصاءب قيادات هذه الأحزاب من حركة الولاة والمعتمدين وهو ما رفع من نبرة النقد للمسار ككل في الفترة الأخيرة.
ولا تفوّت هذه الأحزاب التي ترى في نفسها الاحقية في المشاركة في كواليس الحكم أي فرصة وأي مستجد على الساحة السياسية للتأكيد على أنها معنية بالمشاركة وأن أي تحوير قادم قد يستثنيها ستكون له تداعيات على موقفها الذي عرف تغييرا واضحا عما كان عليه إبان الإعلان عن لحظة 25 جويلية حينها كان يتّسم بالدعم المطلق للإجراءات والقرارات.
وبعد أن كانت قد طالبت رئيس الجمهورية بالاستماع والانفتاح على الأحزاب الداعمة لمساره عادت حركة الشعب (أكثر الأطراف السياسية تأييدا لرئيس الجمهورية) للتذكير بموقفها الداعي لتشريكها في الحكم وذلك حسب ما جاء على لسان القيادي بالحركة هيكل المكي في تصريح إذاعي لدى تعليقه على تعيين احمد الحشاني رئيسا للحكومة قائلا اهل يمكن ان يطلعنا رئيس الحكومة الذي عيّنه رئيس الجمهورية قيس سعيد على برنامجهب؟
وقد أشار المكي إلى أن حركة الشعب تريد مشاركة رئيس الجمهورية في قيادة البلاد مستدركا بأن ذلك ليس عن طريق المناصب رغم ان ذلك ليس عيبا مشددا على أن الحركة ترفض من جهة أخرى أي تعيينات لا تعتمد على الكفاءة والتصور الواضح للشأن العام مضيفا أن تونس اليوم في حاجة إلى كل قواها الوطنية من أجل الانطلاق إلى آفاق أفضل وأنها ليست في حاجة إلى شخص أو حزب معتبرا أن الحكومة السياسية هي حكومة البرنامج وأنها قادرة على ان يكون لها تصور استراتيجي لإدارة الشأن العام.
وتابع القيادي في حركة الشعب قوله اإذا خانت أحزاب شعبها لا يعني ذلك وضع كل الأحزاب في خانة واحدة… هناك جبهة حقيقية كان لها دور في مسار 25 جويلية وهي التي أزاحت الاخوان من الحكم ولها برامجها… حركة الشعب لا يمكن أن تصمت وشعبنا يقف في طوابير طويلة من أجل الخبز… نحن نعتبر أنفسنا ضمير 25 جويلية مع قوى ومنظمات وطنية أخرىب.
في المقابل ترى أطراف مناصرة لرئيس الجمهورية أنه لا فائدة ترجى من القيام بتحوير وزاري في الوقت الراهن لما تتطلّبه المرحلة من متابعة للملفات دون تعطيل وأن الوقت لا يسمح لفريق جديد بالاطلاع على الملفات وعلى تسيير الإدارة في ظل الأزمات المتشعبة التي تمر بها البلاد وهو تقريبا موقف القيادي في حراك 25 جويلية عبد الرزاق الخلولي، والذي أكد أن اتونس ليست في حاجة إلى تحوير وزاري اليومب مضيفا أن االتحوير الوزاري في الوقت الراهن سيدخل البلاد في عديد المشاكلب إضافة إلى اإمكانية سوء الاختيار وقلة الكفاءةب.
ويُقّر الخلولي أن االاستقرار الحكومي مهم في المرحلة الحاليةب، لافتا إلى ان عددا من الوزراء قد تمكنوا من الملفات وأصبحوا على دراية بمصالحهم وبإمكانهم الإصلاح والانطلاق في العمل رغم أن أداءهم لم يكن في المستوى المطلوب خلال العامين الفارطين معتبرا انه ابإمكان وزراء الحكومة الحالية مواصلة عملهم ويتم التغيير بعد الانتخابات الرئاسية القادمةب.
في تشبيك المقاربة الأمنية بالمقاربة الاجتماعية والثقافية..
جدّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد دعوته إلى مواصلة العمل المكثف على مدار الساعة لتفكيك شبكات …